الحوثيون وعرضهم للجنوب في الوقت الضائع
يمنات
وضاح اليمن الحريري
تأخر الحوثيون كثيرا في عرضهم الاخير للجنوبيين فقد سبق السيف العذل كما يقال فلا الجنوب في لحظة مناسبة ليتخذ قرارا مستقلا ولا الحوثيون في لحظة التفوق ليقدموا عرضا سخيا يلفت الإنتباه ففي اللحظة التي يجب فيها ان يبحثوا لأنفسهم عن مخرج من المأزق الذي وقعوا فيه وفي اللحظة التي هم مهزومون فيها يقفزون فوق الحقائق والواقع ليبحثوا عن اعتراف محلي من الجنوبيين يكسرون به عزلتهم بعد فقدانهم الغطاء السياسي الذي كان يؤمن لهم مظلة تكفي لتمررهم على طاولة المفاوضات كشريك ند لاي قوى محلية اخرى..
يبدو لوهلة ما إنه نوع من التجاوب مع بعض القوى الجنوبية التي اعلنت ان الحضور الاماراتي والسعودي في الجنوب ما هو إلا عبارة عن احتلال جديد لأرض الجنوب ..
أقول إلا ان ذلك وحده لا يكفي لكي يفتحوا مع الحوثيين حوارا وتبادلا في المواقف على قاعدة الاعتراف بالآخر..لأن هذه القوى بحاجة للتفاوض المباشر مع دول التحالف فلقد سقطت فكرة التفاوض بين الشمال والجنوب لتقرير مصير الجنوب مبكرا منذ اندلاع حرب 2015م بغض النظر عمن هم اطرافها الحقيقيين ومنذ ان وضعت دول التحالف يدها على احوال اليمن صارت هي من سيقرر مصيره كقوة اساسية وحاسمة على ارض الملعب فحتى هذه اللحظة هي من يركن عليه الجنوبيون في مسالة الاستقلال والتحرير اكثر مما يراهنون على الشرعية وهي اي دول التحالف وفي مقدمتها السعودية صاحبة الفلك الذي تدور الأحزاب السياسية في مداراته وهي مصدر التمويل لسير الحرب والحفاظ على ديمومتها وعلى ذلك فإن كل القوى الجنوبية بمسمياتها المختلفة تطمح للتفاوض معها وليس لمواجهتها المباشرة كما كان يطمح ومازال الحوثيون او حلفاؤهم السابقون لنفس الامر..
اي التفاوض مع دول التحالف فالعرض إذن القادم من الحوثي لا هو في زمانه المناسب ولا في مكانه المناسب..وحتى الشرعية لن تخسر كثيرا اذا قبل الجنوبيون بالدعوة الحوثية لأنها بكل بساطة ستنجح في اثبات ورقة الإدانة وستعلق الجرس برقبة الجنوب المتهالكة التي صار الجميع يتعلق بها بما فيهم الحوثيون بناء على عرضهم الأخير المقدم للجنوب.